Home اخبار انسحاب روسيا من سوريا.. تكتيك أم صفقة كبرى؟

انسحاب روسيا من سوريا.. تكتيك أم صفقة كبرى؟

5
0



وفقاً لتقارير صادرة عن وكالة رويترز، بدأت روسيا في نقل قواتها من خطوط المواجهة في شرق سوريا وبعض المواقع في جبال الساحل، دون أن تغادر قواعدها الرئيسية في البلاد، مثل قاعدة حميميم الجوية وقاعدة طرطوس البحرية.

تقارير استخباراتية مدعومة بصور أقمار اصطناعية نشرتها شركة ماكسار، أكدت أن روسيا تجمع معداتها العسكرية في قاعدة حميميم، حيث تم نقلها لاحقاً إلى ليبيا، مما يزيد من التكهنات بشأن طبيعة وأهداف هذه التحركات.

هل هو تكتيك أم صفقة؟

نزار بوش، أستاذ العلوم السياسية، قال في حديث مع التاسعة على سكاي نيوز عربية: “روسيا لن تنسحب من سوريا دون ثمن. قواعدها في طرطوس وحميميم تمثل أهم موطئ قدم لها في البحر المتوسط، ومن المستحيل أن تتخلى عنها بسهولة إلا بمقابل يعزز نفوذها في مناطق أخرى مثل أوكرانيا أو ليبيا“.

وأشار بوش إلى أن وجود روسيا في سوريا مبني على اتفاقية رسمية مع النظام السابق تمتد لـ49 عاماً. ومع سقوط حكومة بشار الأسد، تتفاوض موسكو لإعادة ترتيب وجودها العسكري بما يتماشى مع المتغيرات السياسية.

وأضاف: “ربما تخرج روسيا من حميميم، لكنها ستحافظ على طرطوس لأسباب لوجستية وبحرية”.

الأبعاد الإقليمية والدولية

التطورات تشير إلى أن روسيا تعيد تموضعها لموازنة خسائرها المحتملة في سوريا، خصوصاً بعد أن فقدت حكومة صديقة في دمشق.

مجلة نيوزويك الأميركية لفتت إلى أن فقدان روسيا لقواعدها في سوريا سيكون له تأثير كبير على قدرتها العسكرية العالمية، لا سيما في إفريقيا، مما يجعل تعزيز وجودها في ليبيا ضرورة استراتيجية.

وفي هذا السياق، يرى بوش أن: “روسيا لم تتنازل عن سوريا كلياً، لكنها تواجه واقعاً جديداً فرض عليها تقليص نفوذها هناك.. العلاقات مع تركيا، رغم كونها شريكا براغماتيا، ما زالت تشوبها الخلافات، وهو ما يزيد تعقيد المشهد”.

ويبقى التساؤل مفتوحاً: هل انسحاب روسيا هو خطوة تكتيكية لإعادة الانتشار ضمن رؤية استراتيجية أوسع؟ أم أن هناك صفقة كبرى تُبرم خلف الكواليس؟ مع استمرار الحروب المتشابكة بين القوى الكبرى والإقليمية، يبدو أن الإجابة ستتضح أكثر مع مرور الوقت، خاصة مع تأثيرات هذه الخطوة على المشهد الجيوسياسي في المنطقة.