ورغم التهاني الحارة التي أغدق بها زعماء القارة العجوز السيد الجديد للبيت الأبيض، كضرورة تقتضيها اللباقة الدبلوماسية، إلا أن بعضهم لم يتردد في الإفصاح عن مخاوفهم من تبعات وصول ترامب للحكم.
فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا زعماء القارة خلال قمة المجموعة السياسية الأوروبية في بودابست، إلى كتابه التاريخ بأياد أوروبية، لا أن يقفوا متفرجين لقراءته كما يسطره الآخرون.
وبتلك الكلمات يعني الرئيس الفرنسي أن على أوروبا الاعتماد على النفس. والاستعداد لمواجهة تبعات نتائج الانتخابات الأميركية، على حرب أوكرانيا، فضلا عن التهديدات الصينية.
ما قاله ماكرون بدا أنه يعكس الواقع الدفاعي الجديد، فترامب وصل إلى الحكم ومعه رسالة واضحة للأوروبيين، لا دفاع أميركيا بدون إنفاق أوروبي.
وكان ترامب قد أعرب عن استيائه مرارا مما وصفه باستغلال حلفاء الناتو لبلاده لعدم الوفاء بهدف تحديد الإنفاق الدفاعي بنسبة 2 بالمئة على الأقل من الناتج المحلي لكل عضو، لدرجة أنه قال إنه سيشجع روسيا على مهاجمة دول الحلف التي لم تلب هذا الهدف.
ويضاف إلى ذلك موقفه المعارض لاستمرار الضخ المكثف للمال والسلاح في حرب أوكرانيا، وهو ما يتعارض مع رؤية العديد من القادة الأوروبيين.
والأخطر على الصعيد الاقتصادي، هو تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الدول الأوروبية، لافتا إلى أن التكتل سيدفع ثمنا باهظا لعدم شراء ما يكفي من السلع الأميركية.
ومن شأن هذه التعريفات الجمركية في حالة فرضها أن تضغط على مستويات النمو الاقتصادي في أوروبا، وتشكل كابوسا يؤرق القارة.
ويقول في هذا الشأن، الخبير بالشؤون السياسية والأمنية، بيير بيرتلو، خلال حديثه لغرفة الأخبار على قناة “سكاي نيوز عربية”:
- جاء تصعيد ماكرون نتيجة فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة، حيث لم يُخفِ ترامب أبدا عدم اهتمامه بالأمن الأوروبي.
- ترامب سيستمر في الضغط لرفع إنفاق حلف “الناتو” في المجالات الدفاعية والعسكرية.
- يوجد تباين في وجهتي نظر جو بايدن وترامب بشأن قضية أوكرانيا.
- يمكن لدول أوروبا أن تمتلك القوة الكافية لتكون ندا للولايات المتحدة والحديث بصوت موحد.
- يعاني الاتحاد الأوروبي من الانقسامات منذ تأسيسه، مما أدى إلى إضعافه.
- لمواجهة ترامب لابدّ من أن يوحد الاتحاد الأوروبي صوته لمصلحة أوروبا.
- وصف ترامب حلف شمال الأطلسي أنه في حالة “الموت السريري”.
- هناك دعوة لاستمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا حتى في حالة توقف الولايات المتحدة عن تقديم مساعداتها للحد من الخطر الروسي.
- يوجد تباين في المواقف الأوروبية بشأن الدعم المقدم لأوكرانيا.