“التاسعة” على سكاي نيوز عربية، ناقش تداعيات هذا التطور الميداني، مستضيفًا الخبير العسكري والاستراتيجي تركي الحسن.
تناولت الحلقة تفاصيل الأحداث الأخيرة في حماة، حيث انسحب الجيش السوري إلى خارج المدينة لإعادة تنظيم صفوفه بعد معارك ضارية.
وفي بيان رسمي، أكد الجيش التزامه باستعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات المسلحة، مشددًا على أن الانسحاب يأتي ضمن خطة لإعادة الانتشار والتموضع.
حمص بين التكهنات والتخوفات
تُعد مدينة حمص، الواقعة على بُعد أقل من 40 كيلومترًا جنوب حماة، مركزًا استراتيجيًا قد تسعى التنظيمات المسلحة للسيطرة عليه. ووفقًا لتحليل الحسن، فإن السيطرة على حمص ستوفر للتنظيمات المسلحة طرقًا رئيسية نحو دمشق والساحل السوري، حيث تتمركز المنشآت العسكرية الروسية، مما يجعلها هدفًا استراتيجيًا بالغ الأهمية.
وأضاف الحسن أن خسارة حمص ستؤدي إلى فصل الساحل عن العاصمة، مما يفاقم الوضع الميداني للجيش السوري.
وأشار إلى أن هذه التطورات قد تغير موازين القوى على الأرض بشكل جذري، مع تكثيف المسلحين لمحاولاتهم للتقدم نحو المدينة.
المواقف الدولية تتباين
ناقش البرنامج أيضًا الأبعاد الإقليمية والدولية للصراع، ففي تصريحات حديثة، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الأزمة السورية دخلت مرحلة جديدة “تدار بهدوء”، ودعا الحكومة السورية إلى إيجاد حل سياسي شامل.
وأكد أردوغان خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي أن بلاده تعمل على تقليل التوترات وحماية المدنيين، في حين عبّرت موسكو عن التزامها بتقديم الدعم لدمشق عبر تقييم مستمر للوضع الميداني.
الحسن أكد أن التنافس الدولي في شمال سوريا يعكس محاولات قوى إقليمية ودولية ملء الفراغ الناجم عن تراجع النفوذ الإيراني.
وأوضح أن إيران، التي تواجه تحديات داخلية وخارجية، تحشد قوات موالية لها في سوريا، لكنها تواجه عراقيل كبيرة بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية.
حمص.. سيناريوهات معقدة
حول إمكانية تكرار سيناريو سقوط حماة في حمص، أشار الحسن إلى أن المدينة تتميز بتركيبة سكانية متنوعة قد تُسهم في تعزيز مقاومتها، إلا أنه حذر من احتمال استغلال التنظيمات المسلحة لهذا التنوع لإثارة الفوضى.
وأضاف أن حزب الله اللبناني يمتلك حضورًا في بعض مناطق حمص منذ عام 2013، ما قد يخلق تعقيدات إضافية إذا تصاعدت العمليات العسكرية.
كما لفت الحسن إلى أن التنظيمات المسلحة قد تستهدف حمص من عدة محاور، مشيرًا إلى أن الدفاع عنها يتطلب تعزيزات عسكرية عاجلة لمنع حدوث اختراق مشابه لما حدث في حماة.
أزمة إنسانية متفاقمة
لم تغب الأزمة الإنسانية عن النقاش، فقد أعلنت الأمم المتحدة عن نزوح نحو 280 ألف شخص من مناطقهم جراء تصاعد القتال، مع توقعات بارتفاع الأعداد إذا استمرت العمليات العسكرية.
وأكد الحسن أن الكارثة الإنسانية قد تتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى حلول سياسية أو فرض هدنة ميدانية.
حمص والساحل.. خطوط تماس خطيرة
تطرق النقاش إلى أهمية منطقة الساحل السوري، التي تضم منشآت عسكرية روسية رئيسية، وأكد الحسن أن أي تقدم للتنظيمات المسلحة نحو هذه المنطقة قد يكون له تداعيات خطيرة، خاصة مع وجود مقاتلين أجانب في صفوف هذه التنظيمات، ما يزيد من تعقيد الوضع الميداني.