نيودلهي:
إدانة المحكمة الجنائية الدولية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يشبه المحكمة مذكرة اعتقال ضده في محاكمة دريفوس سيئة السمعة عام 1894. محاكمة دريفوس، التي بدأت عام 1894، شملت ضابطًا يهوديًا في الجيش الفرنسي اتهم زورًا بالخيانة بناءً على أدلة ملفقة.
وتتهم خطوة المحكمة الجنائية الدولية نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بارتكاب جرائم حرب في الصراع الدائر في غزة، وهو القرار الذي انتقده نتنياهو ووصفه بأنه “معادي للسامية” ويعكس “محاكمة دريفوس الحديثة”.
وأعلن نتنياهو أن “القرار المعادي للسامية الذي اتخذته المحكمة الجنائية الدولية يشبه محاكمة درايفوس المعاصرة، وسينتهي بنفس الطريقة”، في إشارة إلى الإدانة الخاطئة لألفريد دريفوس، الضابط اليهودي بالجيش الفرنسي، في عام 2013. وهي قضية تاريخية كشفت عن معاداة السامية العميقة في فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر.
كانت قضية دريفوس واحدة من الفضائح القانونية الأكثر إثارة للجدل في فرنسا في القرن التاسع عشر، والتي تميزت بمعاداة السامية والفساد القضائي. أُدين ألفريد دريفوس، وهو كابتن في الجيش اليهودي الفرنسي، خطأً بالخيانة في عام 1894 بناءً على أدلة ملفقة. وبعد تجريده من رتبته في احتفال عام مهين ونفيه إلى جزيرة الشيطان، وهي مستعمرة جزائية سابقة في غوايانا الفرنسية، أصبحت محنة دريفوس رمزا للظلم المنهجي ومعاداة السامية.
واتهمت السلطات الفرنسية دريفوس بتسريب أسرار عسكرية بناء على قصاصة من خط يده تشبه بشكل غامض خطه. وأسفرت المحاكمة، التي غذتها معاداة السامية المتفشية، عن إدانة على الرغم من الأدلة التي تشير إلى ضابط آخر، فرديناند إسترهازي، باعتباره الجاني الحقيقي. قسمت القضية فرنسا، حيث استنكر مثقفون بارزون مثل إميل زولا الظلم في رسالته المفتوحة الشهيرة “أتهم…!”
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة في أعقاب هجمات حماس الوحشية على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأثارت هذه الهجمات، التي خلفت أكثر من 1400 قتيل إسرائيلي وأدت إلى اختطاف المئات، رد فعل عسكري إسرائيلي واسع النطاق، مما أدى إلى خسائر فادحة في الأرواح ودمار في غزة. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها المحكمة رئيس دولة إسرائيليا.
ورفض نتنياهو إجراءات المحكمة الجنائية الدولية ووصفها بأنها “سخيفة وكاذبة”، واتهم رئيس الادعاء كريم خان بالفساد وزعم أن القرار كان محاولة لصرف الانتباه عن اتهامات التحرش الجنسي ضد خان، وهي الاتهامات التي ينفيها خان. ووصف الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ خطوة المحكمة الجنائية الدولية بأنها “يوم مظلم للعدالة”، بينما قال وزير الخارجية جدعون سار إن المحكمة “فقدت كل شرعيتها”.
ومع ذلك، رحبت منظمة “بتسيلم” لحقوق الإنسان بإجراءات المحكمة الجنائية الدولية، وحثت على التنفيذ الدولي لأوامر الاعتقال. ووصفت المجموعة أوامر الاعتقال بأنها “خطوة حاسمة نحو محاسبة القادة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.