ويرافق العرباوي في هذه المهمة وزير الداخلية، إبراهيم مراد، وزميلاه في الحكومة وزير المجاهدين العيد ربيڤة، وكاتب الدولة المكلف بالجالية، سفيان شايب.
ووفق بيان صادر عن مكتب العرباوي، تشكل الزيارة والمناسبة “فرصة لاستذكار التضحيات والتاريخ النضالي المشترك للشعبين الشقيقين الجزائري والتونسي ضد الاستعمار الفرنسي من أجل استرجاع الحرية والكرامة”.
وأكد البيان أن “الجانبين الجزائري والتونسي سيعكفان، على هامش الاحتفالات المخلدة للذكرى التي امتزجت فيها دماء التونسيين والجزائريين الهاربين من جرائم الإبادة الجماعية في وطنهم المحتل آنذاك، على استعراض وبحث سبل تعزيز التعاون الثنائي وفق الرؤية المشتركة للرئيسين الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره التونسي قيس سعيد”.
كما ستكون الزيارة مناسبة لتوجيه رسائل جزائرية وتونسية على وحدة المصير، وأن “ما ارتكب بحق الشعبين من مجازر وإبادة على يد الاستعمار الفرنسي في الساقية لا ينسى، وأنها جريمة تضاف إلى سجل حافل بالقتل والتدمير والاغتصاب والتهجير القسري ونهب خيرات البلدين”.
ويؤشر تنقل العرباوي إلى الساقية على حرص الرئيس الجزائري على عدم التنازل عن ملف الذاكرة الذي يوليه منذ مجيئه للحكم في ديسمبر 2019، أولوية ومكانة خاصة، حاولت باريس مرارا، وعلى مدى عقود، إزالته من أجندة العلاقات بين البلدين لما له من تأثير سلبي على صورة فرنسا، بسبب ماضيها الاستعماري وسجلها الثقيل بالجرائم المرتكبة ضد الإنسانية في القارة الإفريقية التي تعرف المناطق التي عانت من نير الاحتلال الفرنسي انتفاضة أسفرت عن طرد القوات الفرنسية من أراضيها.
* الذكرى الـ 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف
وتعتبر قرية ساقية سيدي يوسف التي تعرضت في 8 فبراير 1958 إلى هجوم من قبل القوات الجوية للمستعمر الفرنسي أسفر عن سقوط العشرات وجرح المئات من التونسيين والجزائريين، مثالا حيا عن همجية الاستعمار الفرنسي وانتهاجه أسلوب العقاب الجماعي لكل ما من شأنه تقديم العون والمساعدة لعناصر جيش التحرير الوطني في كفاحه ضد المستعمر الفرنسي.
وتستمد ساقية سيدي يوسف التونسية أهميتها البالغة بالنسبة لثورة أول نوفمبر 1954 من موقعها الاستراتيجي على الحدود المشتركة بين الجزائر وتونس، ما حولها إلى ملاذ للمجاهدين الجزائريين للتزود بالأسلحة والمؤونة، كونها قريبة جدا من مدينة لحدادة التابعة لولاية سوق أهراس الشاهدة. ولأن ساقية سيدي يوسف صارت هدفا مستمرا للاحتلال الفرنسي بشنه هجمات مسلحة في أكثر من مناسبة، عقابا على مساندة سكانها واللاجئين الجزائريين لجيش التحرير الوطني.
وبالعودة إلى المصادر التاريخية، فإن ساقية سيدي يوسف تعرضت لأول هجوم في سياق ملاحقة عناصر جيش التحرير الوطني يومي 1 و2 أكتوبر 1957، ثم يوم 30 يناير 1958، وكان الهجومان تمهيدا لمجزرة أكبر وأبشع تم خلالها سفك الكثير من الدماء وظلت، وستظل، شاهدة على وحشية الاحتلال الفرنسي.
وأمام الدعم الكبير الذي تحصلت عليه الثورة من مختلف المكونات السياسية والمدنية في تونس ومن العديد من المناطق الحدودية بين البلدين، لجأ الاحتلال الفرنسي إلى التخطيط لهجوم كبير يهدف لإحداث القطيعة بين الشعبين الشقيقين والدفع بالتونسيين إلى التخلي عن دعم ثورة التحرير الجزائرية.
ولتحقيق الهدف المستحيل، قام المحتل الفرنسي بتوجيه نيرانه ومدافعه، يوم 8 فبراير 1958، نحو ساقية سيدي يوسف التونسية، ولم يكن اختيار ذلك التاريخ مصادفة، بل لتزامنه مع السوق الأسبوعية في المدينة التي يحتشد فيها عدد كبير من المدنيين التونسيين ويتوافد عليها عدد كبير من اللاجئين الجزائريين لتسلم المساعدات الغذائية.
المصدر: وسائل إعلام جزائرية