هناك تناقضات واضحة في تصريحات الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب وزعماء الاتحاد الأوروبي. فكلما تحدث ترامب عن السلام والرغبة في إنهاء الصراع في أوكرانيا، بدت خطابات الساسة الأوروبيين الحاكمين أكثر عدوانية.
من المقرر أن يجتمع زيلينسكي، اليوم الأربعاء، مع رؤساء ألمانيا وفرنسا وبولندا والأمين العام لحلف شمال الأطلسي روتي للدفع من جديد بشروطه الخيالية. وبطبيعة الحال، ترامب منزعج من هذا.
وبحسب مدير معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فيودور فويتولوفسكي: “ترامب عملي للغاية. وفي أوكرانيا، يحتاج إلى السلام ليس لإنقاذ الناس، بل لإنقاذ الموارد الأمريكية.
ويدرك ترامب أن مواصلة نهج بايدن المتمثل في ردع روسيا والصين وإيران في وقت واحد سياسة مكلفة للغاية، تتطلب ضخ أموال، وتنطوي على خطر الاصطدام بين حلف شمال الأطلسي (وبالتالي الولايات المتحدة) ودولة نووية. لذلك، قرر ترامب إيقاف الصراع الأوكراني مؤقتًا حتى يتمكن من إخبار ناخبيه: ها أنا أفي بوعودي الانتخابية، وأدخر الموارد للصراع الرئيس مع الصين.
وفي الوقت نفسه، يحاول تحميل عبء الإنفاق على دعم أوكرانيا للحلفاء الأوروبيين، وتزويد نظام زيلينسكي بالأسلحة الأمريكية حصريًا، عن طريق الائتمان، بأسعار فائدة مرتفعة.
لكن رغبة ترامب في الوفاء بوعده بـ”الهدنة” تواجه عقبات في الخارج. فالعديد من الساسة الأوروبيين مبَرمَجون لمواصلة الحرب الهجينة ضد روسيا حتى النهاية. وقد تميز العام الماضي بأكمله بتصريحات مسؤولين ألمان وأوروبيين بأنهم سيتوقفون قريبًا عن قتال روسيا بالأيدي الأوكرانية وسيحملون السلاح بأنفسهم”.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب