Home لعبة خبراء يكشفون لـ RT ماذا ستقدم القمة العربية في مواجهة ترامب ونتنياهو؟

خبراء يكشفون لـ RT ماذا ستقدم القمة العربية في مواجهة ترامب ونتنياهو؟

16
0


وتأتي القمة العربية الطارئة في وقت حساس تتزايد فيه التحذيرات من خطط أمريكية – إسرائيلية تسعى إلى إفراغ القطاع من سكانه، مما يضع الدول العربية أمام اختبار صعب لكيفية التعامل مع التحديات التي تهدد الأمن الإقليمي وحقوق الفلسطينيين.

وأعلنت مصر عن القمة العربية الطارئة بعد طلب دولة فلسطين وتنسيق مصري مع دولة البحرين (الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية على مستوى القمة) والتي يعول عليها أن تبحث تحرك عربي موحد لمواجهة المخططات الأمريكية – الإسرائيلية وايصال رسالة موحدة على أن أي عملية تهجير قسري بمثابة “تطهير عرقي” وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

ونقلت وسائل إعلام عربية عن الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قوله أن “القمة العربية الطارئة ستناقش طرحا عربيا يقابل المقترح الأمريكي يقوم على التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي” مركزا على أن الفترة الحالية تمثل “فترة مواجهة خطرة جدا” في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي” وأنه لا تنازل عن الأراضي الفلسطينية.

ماذا تقدم القمة لفلسطين؟

تحدث خبراء دبلوماسيون لـ RT Arabic عن ما يمكن أن تحمله القمة العربية الطارئة لدعم القضية الفلسطينية ودعم الوجود الفلسطيني على أرضه التاريخية، وما يمكن أن تقدمه القمة للتصدي لمخطط الرئيس الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية وتهجير شعبها.

يرى أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني الدكتور أيمن الرقب أن القمة تأتي في ظرف “غاية الصعوبة والتعقيد” في ظل استمرار الولايات المتحدة الأمريكية في الحديث عن خطتها لتهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة رغم “الرفض العربي القاطع” الذي أعلنته جميع الدول العربية ودول العالم والتي تلبي “الطموح الأمريكي الإسرائيلي فقط”.

عودة الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ

وربط المحلل السياسي الفلسطيني في حديثه لـ RT بين القمة العربية الطارئة ومؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سوف تستضيفه القاهرة، من أن القمة ستحمل تأكيدات عربية على الموقع العربي الجامع الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني أو تصفية قضيته وضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وبعدها مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في رسالة على أن “العرب لديهم قدرهم على إعادة إعمار ما دمره الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الأمريكية”.

جيش عربي موحد

ويرى أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني أن الوقت قد حان لإعلان القمة العربية عن تشكيل “جيش عربي موحد” وذلك تنفيذ لاتفاق الدفاع العربي المشترك الذي اتفقت عليه الدول العربية منذ سنوات، ليكون “رسالة ضمنية أن العرب اليوم في حالة اتفاق أكثر من أي وقت مضى” في مواجهة التحديات الكبرى التي تواجه الدول العربية وأنها “إن كانت رسالة معنوية فإنها تحمل الكثير من الدلالات للشارع العربي وللاحتلال الإسرائيلي والويات المتحدة الأمريكية”.

واتفاقية الدفاع العربي المشترك هي اتفاقية وقعت عليها 7 دول عربية عام 1950 بالقاهرة واستمر انضمام الدول العربية إليها تباعا، وتتضمن 13 بندا تتخلص في أنه “يعتبر أي عدوان على أي دولة موقعة على البروتوكول عدواناً على باقي الدول”.

جامعة الدول العربية

تحرك عربي عاجل

ويؤكد “الرقب” أن القرار الذي ينتظره الفلسطينيون في قطاع غزة من القادة العرب في القمة الطارئة هو “إعلان التحرك العربي لإدخال معدات ومستلزمات إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل” لتكون رسالة قوية على تمسك الفلسطينيون والعرب أجمع بأن الشعب الفلسطيني لن يخرج من أرضه ولن يفرط فيها، خاصة وأن “إدخال معدات ومستلزمات الإعمار لا تتطلب موافقة الاحتلال لأنها أسلحة أو معدات حرب”.

ويوضح الباحث الفلسطيني أن القمة عليها جهد كبير في التوصل لآلية لإقناع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الاعتراف بدولة فلسطين وأهمية إقامة دولة فلسطينية مستقلة باعتبارها الضمانة الوحيدة للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط “لأنه لو اعترف العالم أجمع بدولة فلسطين ولم توافق أمريكا ومارست الفيتو في مجلس الأمن فلن تقام دولة فلسطين” معتبرا هذا الأمر من أهم الأولويات التي يجب أن تبحثها القمة العربية وأن تجد طريقة أو وسيلة لإقناع الإدارة الأمريكية بأهمية الأمر بالنسبة للعرب أجمع والشرق الأوسط بأكمله.

خطة للتصدي لترامب

ووفق تصريح للأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية فإن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحتاج إلى تنسيق عربي في التعامل معها لأن “التجربة علمتنا كعرب أن التعامل الذي لا يوجد فيه تنسيق يؤدي لاستقواء الطرف الآخر” وأن المرحلة الحالية تشهد تنسيقا كبيرا ومهما من جانب الدول المعنية.

الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي

وشدد السفير زكي على أن التعامل الأفضل مع حديث ترامب “ليس بتجاهله” وإنما من خلال تناغم عربي كامل وخطة عربية لإعادة إعمار قطاع غزة بشكل سريع وبالأيدي العاملة الفلسطينية المتواجدة في القطاع بما يجهض أي خطط لترحيل الفلسطينيين.

وذهب عميد كلية العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية الدكتور أحمد وهبان إلى أن المرحلة الصعبة والدقيقة الحالية تستلزم أن تخرج القمة العربية الطارئة “بتحركات فعلية وتلويحات مباشرة من الدول العربية تظهر مقدار الغضب العربي من تلك التجاوزات الأمريكية – الإسرائيلية” في ظل من أوراق ضغط عديدة في مقدمتها ما لوحت به مصر “من إمكانية تعليقها لاتفاق السلام مع إسرائيل”.

تلويحات عربية ممكنة

وأشار أستاذ العلوم السياسية خلال حديثه لـ RT أن القمة العربية بمقدورها أن “تلوح بتعليق الاتفاق الإبراهيمي الذي تعتبره إسرائيل انتصارا كبيرا لها” إضافة إمكانية تلويح القمة “بسحب سفراء الدول العربية لدى إسرائيل للدول التي لها سفير مقيم لدى دولة الاحتلال” والتي يراها فرصة سانحة بعد تلويح مصر بإمكانية تعليقها اتفاقية السلام.

ويؤكد “وهبان” أن الوضع الحالي و”إملاءات ترامب غير المقبولة والمتطرفة” تمثل خروجا كاملا عن كافة الأعراف والقوانين الدولية والقانون الدولي الإنسانية لأنه “لا يتصور أحد أن يفرض إخراج شعب كامل من أرضه”.

ويرجح أستاذ العلوم السياسية أن الوضع الراهن يحتاج من القادة العرب قرارات وليس بيانات “وتشديد اللهجة وإعلاء نبرة الصوت” في ظل أن الرئيس الأمريكي “يتصور أنه بإمكانه أن يفرض قرارات تحدد مصير العالم” مشبها الوضع الحالي من الإدارة الأمريكية بما حدث قبل الحرب العالمية الثانية “الوضع أشبه بقرارات هتلر التي قادت العالم للحرب العالمية الثانية”.

المصدر: RT

القاهرة – محمد الصاحي