وفي جواب على سؤال مراسل RT حول الجمعية العمانية للسينما وعملها قال العجمي:”تأسست الجمعية عام 2002، وهي جمعية مدنية تهدف إلى دعم وتعزيز صناعة السينما في سلطنة عمان من خلال توفير بيئة ملهمة لصناع الأفلام، سواء المحترفين أو الهواة، وتعمل الجمعية على تنظيم المهرجانات والعروض السينمائية وورش العمل لتطوير المهارات ودعم المواهب العمانية، مع تسليط الضوء على الثقافة والتراث العماني، كما تسعى إلى تعزيز التعاون المحلي والدولي، إيمانا بأهمية السينما كوسيلة للتعبير الفني والحوار الثقافي وبناء مجتمع سينمائي متماسك يسهم في تطوير هذا القطاع الواعد”.
وحول إنجازات الجمعية عام 2024 قال:”العام الجاري حازت الجمعية على جائزة الإجادة الشبابية في مجال الإعلام الرقمي (فئة المجتمع المدني) عن مشروعها المميز (اصنع فيلمك في عمان)، وتم تكريمها من قبل هيثم بن طارق آل سعيد، وزير الثقافة والرياضة والشباب في عمان، ونجحت في تنظيم مهرجانات سينمائية متنوعة في مختلف محافظات السلطنة، بما في ذلك الباطنة والشرقية والظاهرة وظفار ومسقط. كما أطلقت مهرجانات تخصصية، مثل مهرجان السينما والصحراء، ومهرجان المرأة والطفل، ومهرجان الظاهرة للأفلام الوثائقية، بالإضافة إلى ذلك، يدعم صندوق إنتاج الأفلام التابع للجمعية المواهب العمانية، حيث ساهم خلال عام 2024 في إنتاج 12 فيلما عمانيا.
وأشار محمد بن عبد الله العجمي إلى أن الأفلام العمانية أثبتت حضورها القوي على الساحة الدولية، محققة العديد من الجوائز المرموقة. من أبرزها فوز المخرجة مزنة المسافر بجائزة أفضل فيلم روائي قصير عن فيلم “غيوم” في مهرجان السينما الخليجي بالرياض، وهو أحد إنتاجات الجمعية، كما حصد أعضاء الجمعية أكثر من 20 جائزة دولية من خلال أكثر من 50 مشاركة في مهرجانات عالمية، مما يعكس التطور والتميز الذي حققته السينما العمانية.
ونوه العجمي إلى أن صناعة السينما تواجه بعض التحديات، مثل قلة الاستوديوهات والمرافق التقنية، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على التمويل اللازم لتحقيق الأفلام. كما يعاني قطاع التوزيع من نقص في المنافذ التي تتيح للأفلام العمانية الوصول إلى جمهور عالمي، وهناك حاجة ملحة لتوفير برامج تدريبية متخصصة لتنمية المهارات الفنية للمواهب المحلية، وأكد أنه ورغم هذه التحديات، فإن آفاق المستقبل واعدة، بفضل الدعم المتزايد من الجهات الحكومية والخاصة، مما يسهم في خلق بيئة إبداعية تعزز من احترافية صناعة السينما العمانية وتوسع تأثيرها.
وحول رأيه بالمهرجانات السينمائية مثل مهرجان الظاهرة الدولي قال:”مهرجانات السينما الوثائقية تمثل منصات هامة لتسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية والثقافية، وتعمل على دعم المواهب المحلية وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، تسهم هذه المهرجانات في تثقيف الجمهور وتحفيز صناعة السينما عبر خلق فرص للتواصل بين صناع الأفلام والمستثمرين. يُعد مهرجان الظاهرة للسينما الوثائقية نموذجا ناجحا يعكس هذه الأهداف، حيث يبرز التراث المحلي، ويشجع الإنتاج العماني، ويستقطب جمهورا متنوعا من داخل وخارج السلطنة. كما يوفر المهرجان فرصا للتعاون الإقليمي والدولي، مما يعزز جودة الإنتاج السينمائي المحلي، ويؤكد دور عمان كوجهة ثقافية وسينمائية بارزة”.
أما في ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا في مجال السينما، ومشاركة الأفلام العمانية بالمهرجات الروسية ومشاركة الأفلام الروسية في مهرجانات عمان قال العجمي:” تجمع سلطنة عمان وروسيا علاقات مميزة في المجال السينمائي، حيث شاركت أربعة أفلام عمانية في مهرجان كازان الدولي عامي 2023 و2024، بالإضافة إلى مشاركة الدكتور حميد العامر، عضو الجمعية العمانية للسينما، كعضو في لجنة التحكيم. كما شهد مهرجان الظاهرة السينمائي الدولي للأفلام القصيرة مشاركة الفيلم الروسي Nothing Happens للمخرجة ديانا غاليمزيانوفا. وتستعد الجمعية قريبا للإعلان عن تعاون جديد مع الجانب الروسي لتعزيز التعاون في مجالات المهرجانات، الإنتاج المشترك، والتعليم السينمائي، بما يسهم في إثراء المشهد السينمائي وتوسيع آفاق التفاهم الثقافي بين البلدين.
وحول السينما الروسية واطلاع الجمهور العماني عليها أشار العجمي إلى أن السينما الروسية المعاصرة تعد واحدة من أبرز المشاهد السينمائية العالمية بثرائها وتنوعها، لكن الاطلاع عليها في عمان لا يزال محدودا، مع إمكانات كبيرة للتوسع، وأن الأفلام الروسية تعرض بشكل نادر في دور السينما العمانية، ويقتصر الاهتمام بها على بعض الفعاليات الثقافية المحدودة واهتمامات الأفراد المختصين. ويمكن تعزيز هذا الاطلاع، بتنظيم فعاليات مثل أسبوع السينما الروسية، وإدراج الأفلام الروسية في المهرجانات المحلية، والتعاون مع المؤسسات السينمائية الروسية لتبادل الخبرات والعروض.
المصدر: RT