وأكد مظلوم عبدي في تدوينة على صفحاته بمنصات التواصل الاجتماعي التزامهم الراسخ للحفاظ على المواقع التاريخية في المنطقة وخص بالقول رفات وموقع مزار “سليمان شاه”.
وأشار إلى أنه وخلال التهديد الذي شكله تنظيم داعش عام 2015، ساهمت قواته في حماية رفات سليمان شاه عبر تسهيل نقلها إلى منطقة آشمة.
وتابع قائلا: “اليوم نجدد تأكيدنا على التزامنا الراسخ بالحفاظ على المواقع التاريخية، واستعدادنا للتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتيسير إعادة رفاته إلى موقع المزار الأصلي، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية السابقة وباحترام كامل للتراث الثقافي”.
خلال التهديد الذي شكله تنظيم داعش عام 2015، ساهمنا في حماية رفات سليمان شاه عبر تسهيل نقلها إلى منطقة آشمة.
واليوم، نجدد تأكيدنا على التزامنا الراسخ بالحفاظ على المواقع التاريخية، واستعدادنا للتنسيق مع جميع الأطراف المعنية لتيسير إعادة رفاته إلى موقع المزار الأصلي ، بما يتماشى…
— Mazloum Abdî مظلوم عبدي (@MazloumAbdi) 11 ديسمبر 2024
جدير بالذكر أن أنقرة أعلنت في 23 فبراير 2015 نقل رفات سليمان شاه من شمال سوريا لحمايته من تهديد تنظيم “داعش”، وقد قام الجيش التركي حينها بعملية عسكرية في الأراضي السورية لإجلاء الجنود الذين يحرسون ضريح سليمان شاه في سوريا.
وضريح سليمان شاه تحت السيادة التركية حسب اتفاق قديم بين أنقرة وباريس، ويسهر على حماية المزار 40 جنديا تركيا يجري تغييرهم بانتظام.
من هو سليمان شاه؟
وسليمان شاه بن قتلمش جد مؤسس الدولة العثمانية السلطان عثمان الأول بن أرطغرل عاش في الفترة ما بين 1178م حتى 1236م.
ويعتبر “سليمان شاه” جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان الأول بن أرطغرل بن سليمان شاه حسب أغلب كتب التاريخ.
ويحكى أن المغول هاجموا إمبراطورية “سليمان شاه” عام 1231م على حين غرة، مما دفع سليمان شاه وعشيرته إلى التحرك من “أخلاط” إلى جهة أخرى بسبب الاضطراب الذي أحدثه الاجتياح المغولي الذي وصل حتى أبواب الأناضول، وحسب ما نقش على ضريحه فلقد لقي مصرعه في نهر الفرات مع اثنين من رجاله، وتكثر الروايات التي تقول بأن “سليمان شاه” مات غرقا أثناء محاولة عبوره نهر الفرات قرب قلعة جعبر حيث دفن هناك مع أحد وزرائه قرب منحدرات قلعة جعبر في سوريا، إلا أن قصة موته غرقا تبقى رواية لا يمكن الجزم بها، وفق ما ذكره موقع “ترك برس”.
بعد أن دخلت سوريا في ظل الدولة العثمانية في عهد السلطان “سليم الأول” عام 1516م اهتم السلطان سليم بضريح “سليمان شاه” وأقام مزارا لائقا بجد العثمانيين أطلق عليه الزائرون “المزار التركي”، وفي أواخر القرن التاسع عشر في عهد السلطان “عبد الحميد الثاني” أولى اهتماما بالغا للضريح فتم تجديده وتوسعة المنطقة المحيطة به.
وفي فترة الانتداب الفرنسي لسوريا عام 1921 تم الاتفاق على بقاء ضريح “سليمان شاه” تحت السيادة التركية والسماح برفع العلم التركي عليه وتتم حمايته من قبل بعض الجنود الأتراك بموجب المادة التاسعة من اتفاقية أنقرة الموقعة بين تركيا وفرنسا.
وفي عام 1986 تقرر بناء سد الفرات في منطقة الطبقة مما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير عن منسوبها السابق لذا قررت السلطات التركية نقل الضريح إلى مكان آخر خوفا من أن يغمر الضريح بمياه السد.
وتم نقل الضريح عام 1973 إلى شمال تل “قره قوزاق” على أرض قاحلة تبلغ مساحتها حوالي 8000 متر مربع تبعد عن منبج حوالي 30 كلم وعلى بعد 25 كلم من الحدود التركية، وبات مقصدا سياحيا بالنسبة للأتراك خصوصا بعد التجديدات وعمليات الترميم التي تمت في عام 2010.
المصدر: RT + موقع “ترك برس”
إقرأ المزيد