Home لعبة عمليات نهب قرب الحدود المصرية تحت أعين الجيش الإسرائيلي.. الإعلام العبري يتحدث...

عمليات نهب قرب الحدود المصرية تحت أعين الجيش الإسرائيلي.. الإعلام العبري يتحدث عن مصير مساعدات غزة

4
0


إقرأ المزيد

وأوضح التقرير أن المسلحين، المرتبطين بعصابات إجرامية في منطقة رفح، يسدون الطريق أمام جزء كبير من الشاحنات التي تدخل إلى قطاع غزة عبر “معبر كرم أبو سالم” (كيرم شالوم)، فيما يشكل هذا سببا لامتناع بعض منظمات الإغاثة الإنسانية، مسبقا، عن إدخال المؤن والمعدات إلى قطاع غزة.

وقالت هاآرتس في تقريرها الذي نشرته على موقعها الإلكتروني بالعربية، تقع هذه الأحداث في المنطقة الخاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي العملانية التامة.

ووفق هاآرتس فإن الجيش الإسرائيلي يسمح لمسحلين بنهب شاحنات الإغاثة الإنسانية التي تدخل إلى قطاع غزة وجباية “خاوة” (رسوم رعاية) من سائقيها.

وقد أفادت مصادر في منظمات الإغاثة الدولية العاملة في قطاع غزة بأن المسلحين ـ المرتبطين بحمولتين معروفتين في منطقة رفح ـ يعترضون طريق جزء كبير من الشاحنات التي تدخل إلى القطاع عبر “معبر كرم أبو سالم” (كيرم شالوم) بصورة منهجية ووسط غض الطرف من جانب قوات الجيش الإسرائيلي.

وترفض بعض منظمات الإغاثة الدولية دفع “الخاوة” ولذلك، فقد بقيت البضائع في كثير من الحالات في المخازن التي تخضع لسيطرة الجيش الإسرائيلي. والمعروف أن مواد ومعدّات الإغاثة الإنسانية التي تنقلها تلك الشاحنات تشكل الجزء الأعظم في الأغذية والمعدات الحيوية في قطاع غزة، والتي توقف الاتجار بها في السوق العامة بشكل تام تقريبًا.

وطبقا للمصادر ذاتها، يجسد نهب شاحنات الإغاثة الإنسانية واقع الفوضى العامة العارمة التي تسود قطاع غزة، نتيجة غياب أية سلطة مدنية قادرة على تأدية المهام. وتقول المنظمات الدولية إن ما تبقى من قوات الشرطة المحلية قد حاولت، في بعض الحالات، التصدي للسارقين، لكنّ الجيش الإسرائيلي قام بمهاجمتها، لأنه يعتبرها جزءًا من “حماس”.

وتوضح هذه المنظمات أن حل المشكلة على نحو يسمح بإيصال مساعدات الإغاثة إلى السكان يستدعي وضع قوة شرطة ـ فلسطينية أو دولية ـ في قطاع غزة، وهي خطوة ترفضها القيادتان الإسرائيليتان، السياسية والعسكرية. وكانت القيادة السياسية قد طلبت توكيل الجيش الإسرائيلي بالمسؤولية عن توزيع مساعدات الإغاثة، إلا أن الأجهزة الأمنية عارضت ذلك.

وشهدت مشكلة العصابات المسلحة تفاقما ملحوظا منذ تواجد الجيش الإسرائيلي قرب معبر رفح المتاخم لحدود مصر، الذي كان يشكل حتى ذلك الحين المعبر الرئيسي لدخول البضائع إلى قطاع غزة.

ومنذ توقف نشاط المعبر على الحدود بين مصر وقطاع غزة، تدخل البضائع، بمعظمها، عبر معبر كرم أبو سالم الواقع على منطقة مجاورة استولى عليها المسلحون.

وخلال الأسابيع الأخيرة، ازدادت حالات السطو والسرقة على درجة أن مقطع الطريق قد أصبح معلما على الخرائط التي تصدرها الأمم المتحدة باعتباره “منطقة بدرجة خطورة مرتفعة، وخاصة بسبب انهيار النظام المدني”.

وتدخل الشاحنات إلى القطاع عن طريق معبر كرم أبو سالم، تعبر من منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفي (محور صلاح الدين) ثم تتجه شمالًا صوب رفح، وهناك يهاجمها المسلحون. وقد أفادت جهات ضالعة في عملية نقل المساعدات الإنسانية بأنّ المسلحين يوقفون الشاحنات بواسطة حواجز متنقلة (“حواجز طيّارة”) أو بواسطة إطلاق النار على عجلات الشاحنات. بعد ذلك، يطالبون السائقين بدفع “رسوم عبور” بقيمة 15 ألف شيكل. والسائق الذي يرفض دفع هذه “الرسوم” يعرّض نفسه لخطر اختطافه أو الاستيلاء على الشاحنة وسرقة حُمولتها.

وتقول جهات عاملة في القطاع إن هجمات المسلحين تجري تحت أبصار قوات الجيش الإسرائيلي وعلى بعد مئات الأمتار عنها. وقد توجهت بعض منظمات الإغاثة الإنسانية التي تعرضت شاحناتها للهجوم إلى الجيش الإسرائيلي بهذا الشأن، لكنه رفض التدخل. وقالت هذه المنظمات إن الجيش يمنعها، أيضًا، من السفر عبر طريق أخرى بديلة تُعتبر أكثر أمنًا وأمانًا.

وقال مسؤول رفيع في منظمة دولية تنشط في قطاع غزة في حديث لصحيفة “هآرتس”: “رأيتُ دبابة إسرائيلية كان فلسطيني مسلح بكلاشينكوف يقف على بعد مائة متر عنها”.

وأضاف إن “المسلحين يضربون السائقين ويأخذون منهم كل الأغذية إن لم يدفعوا لهم”. وبغية تجنب ذلك، يوافق بعض منظمات الإغاثة على دفع رسوم الابتزاز. ويتم الدفع، غالبًا، بواسطة شركة فلسطينية تلعب دورًا أشبه بدور الوسيط. حتى أنّ عناصر في “وحدة منسق أنشطة الحكومة في المناطق”، المسؤولة المباشرة عن المساعدات الإنسانية، قد أوصت هذه المنظمات الدولية ـ وفقًا لمصادر.

وتقول المصادر إن الجيش الإسرائيلي يفحص، أصلًا، كل سلعة قبل إدخالها إلى قطاع غزة وبإمكانه، بسهولة، أن يمنع التهريب أو أن يسمح، في المقابل، باستيراد السجائر بصورة قانونية. ولكن إلى جانب الخطر الكامن في تهريب السجائر، فإن نقصها ينطوي على مخاطر أخرى إضافية. وقد نشرت في الصحافة في قطاع غزة قصص عن استخدام مواد سامة ـ منها مبيدات حشرات ومبيدات الأعشاب الضارة ـ يجري تنقيطها على أوراق شجر جافة ثم لفّها واستخدامها بديلًا للسجائر.

وحصلت “هآرتس” على شهادات إضافية أخرى حول الانهيار الاجتماعي في قطاع غزة. على سبيل المثال، نظرًا لأن شبكة الكهرباء لا تعمل منذ سنة، فليست هنالك إمكانية لاستخدام بطاقات الاعتماد وأصبح الاقتصاد برمّته هناك يعتمد على المال النقدي. الأوراق النقدية نفسها أصبحت بالية وغير صالحة للاستعمال، تقريبًا. في قطاع غزة كله، لم يبق سوى جهاز صراف آلي واحد يعمل، في منطقة دير البلح، ويخضع، هو أيضًا، لسيطرة مجموعة مسلحة. وتقول مصادر في القطاع إن كل من يسحب أموالًا من جهاز الصراف الآلي يُلزَم بدفع 30 بالمائة من المبلغ للمسلحين الذين يسيطرون على المنطقة.

ويبحث الغزيون عن طرق إضافية لعقد الصفقات التجارية، وتتمثل إحدى هذه الطرق ذات الشعبية الواسعة في تحويل الأموال من عائلة في قطاع غزة إلى عائلة في الضفة الغربية. فإذا كان للمشتري أو البائع أقرباء في الضفة الغربية أو في دولة أخرى، تقوم عائلة المشتري بتحويل المبلغ المطلوب إلى عائلة البائع.

ونظرا لعدم توفر الكهرباء، ليست هنالك إضاءة في الليالي أيضًا والأمن الشخصي ـ وخاصة للنساء والفتيات ـ قد تراجع كثيرًا جدًا. بالإضافة إلى ذلك، لا تسمح إسرائيل بإدخال بعض المنتجات إلى القطاع، مثل الألبسة والأحذية. التقارير الوافدة من قطاع غزة تتحدث عن أعداد غفيرة من الناس تتجول بملابس مهترئة، بعضهم حفاة أو ينتعلون أحذية مرتجلة.

وكانت “وحدة منسق أنشطة الحكومة في المناطق” قد تباهت، الأسبوع الماضي، بحملة التطعيمات الناجحة ضد مرض شلل الأطفال (بوليو)، والتي تم في إطارها تطعيم 93 بالمائة من الأطفال في قطاع غزة. إحدى منظمات الإغاثة التي كانت شريكة في تلك الحملة أرادت استغلال الفرصة وتقديم كيس من الطحين، الصابون أو أي شيء آخر لكل طفل يحضر لتلقي التطعيم وذلك في محاولة منها لتشجيع الناس على تلقي التطعيم وكذلك لمساعدة العائلات. لكن، بسبب عدم جود أية جهة قادرة على حماية وتأمين مراكز التطعيم، كان هنالك تخوف من أن أي تجمع يحتوي على مواد غذائية، صابون أو أي منتج آخر، قد يدفع اللصوص غلى القدوم إلى المكان مما سيؤدي إلى عرقلة حملة التطعيمات. ولهذا، تقرر في نهاية الأمر الاكتفاء فقط بتقديم وجبة من فيتامين أ، “لأن هذا الفيتامين لا قيمة له في السوق، ولذا فلا يسرقونه”، كما قال أحد المعنيين.

وجاء تعقيب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي: “يولي الجيش أهمية عليا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وعليه، نعمل لإتاحة وتسهيل نقل المساعدات بالتنسيق مع المجتمع الدولي وطبقًا للفحوصات الأمنية المشددة في المعابر”.

وأضاف إنه “على ضوء المحاولات التي جرت من جانب التنظيمات الإرهابية لاستغلال نقل المساعدات الإنسانية بشكل منهجي، يقوم الجيش بتنفيذ عمليات الاغتيال الموضعي ضد مسلحين ينهبون المساعدات الإنسانية”.

وأضاف الجيش إن “العمليات تتم بصورة روتينية، وفقًا للتعليمات العملانية ووسط التزام الحد الأقصى من الحذر، مع التشديد على تركيز المس بالمسلحين ومنع عرقلة نقل المساعدات”، وقال إن “الجيش يعمل بالتنسيق مع منظمات الإغاثة الدولية لتوفير الحلول والوسائل البديلة في إطار التنسيق المشترك لإيصال المساعدات إلى القطاع”.

المصدر: هاآرتس بالعربي