تحدّث الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أمس، ردًا على أسئلة الصحفيين في منتجعه مار ألاغو في فلوريدا، بشكل مقتصد عن إحراز “تقدم ضئيل” في إيجاد تسوية للصراع الأوكراني، وأعلن عن اتصالات فريقه مع فلاديمير بوتين. وعندما سُئل عما إذا كان قد دعا فلاديمير زيلينسكي لحضور حفل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني، أجاب بالنفي، قائلا إنه إذا قرر هو نفسه الحضور “فلن أعترض”.
على رأس أولويات إدارة ترامب الجديدة ليس إجبار أوكرانيا وروسيا على الدخول في مفاوضات، بل إقامة حوار مستدام وهادف مع موسكو حول مجموعة من القضايا المتعلقة بهيكل الأمن الأوروبي في المستقبل، كما قال المستشار السابق للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش لشؤون روسيا وأوراسيا، توماس غراهام، في مجلة The National Interest.
وقال غراهام إن الولايات المتحدة وروسيا، وحدهما، من يستطيعان تغيير الآليات الأمنية في أوروبا من جانب واحد. ولكي تتمكن الدولتان من مناقشة المشاكل المتراكمة بصراحة، “من الضروري ألا يكون أي أوروبي أو أوكراني حاضرًا فعليًا حتى عند مناقشة القضايا التي تهمهم”.
الشيء نفسه ذكره المحلل السياسي أناتولي ليفين في مجلة فورين بوليسي.
يشير كل من توماس غراهام وأناتولي ليفن إلى أن ما قامت به روسيا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة هو من عواقب الأزمة التي خلقها الغرب من خلال رفضه النظر بجدية في المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية والتدابير اللازمة لضمانها في أيلول/ديسمبر 2021.
ومن المؤسف أن أوكرانيا مجرد فصل من فصول المأساة العالمية الوشيكة، ولابد من استكمالها بحيث لا تكون نهايتها قاتلة.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب