Home لعبة تشكيل الشرق الأوسط الجديد لم ينته بعد

تشكيل الشرق الأوسط الجديد لم ينته بعد

13
0



اتخذ ترامب هذا الأسبوع الخطوة الأولى نحو مضاعفة حملته للضغط الأقصى ضد إيران. ويمكن لفريقه أن يكمل نهج العقوبات هذا من خلال مواصلة عمل إدارة ترامب الأولى وتوسيع اتفاقيات إبراهيم.

كما أظهرت السنوات الأربع الماضية، فإن إثراء وتمكين النظام الإيراني لا يؤدي إلا إلى الحرب. وكما أظهر ترامب، فإن أفضل طريقة لتجنب هذه النتائج هي من خلال فرض عقوبات هائلة وفعالة على صادرات النفط الإيرانية، والتي تسمح للنظام بدعم اقتصاده، والمضي ببرنامجه النووي.

لقد توجهنا سابقا بنجاح صادرات النفط الإيرانية بعقوبات تاريخية. وفي نهاية ولايتنا، انخفضت صادرات النفط الإيرانية إلى حوالي 400 ألف برميل يومياً. ولكن استمرت إيران بتصعيد الصراع. لكن الرئيس ترامب واجه هذا التصعيد بعزيمة فولاذية في شكل ضربات محدودة وقاتلة؛ كتلك التي أودت بحياة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، والتي حافظت على الردع مع عدم تعريض الجنود الأمريكيين للخطر.

ومن خلال إفلاس النظام الإيراني وبناء تحالف من الشركاء والحلفاء على استعداد لاحتواء إيران من خلال اتفاقيات إبراهيم، أرست إدارة ترامب الأولى الأساس لشرق أوسط سلمي. وقد كنت فخوراً بالمساهمة في هذا الجهد التاريخي كوزير للخارجية.

ولكن للأسف، فضلت إدارة بايدن الاسترضاء بدلاً من الردع. فقد فشلت في مواصلة برنامج العقوبات، ودفعت فدية فاحشة لآية الله، وأعادت إحياء كذبة عهد أوباما بأن النظام سوف يعتدل ــ إذا أمكن التوصل إلى الصفقة الصحيحة.

وبدافع من الخيال، عاد خلفاء أوباما في فريق بايدن مباشرة إلى إثراء النظام على حساب أمن أمريكا وأمن حلفائنا. وفي مرحلة ما من الإدارة، كانت إيران تصدر ما يقرب من مليوني برميل من النفط يوميا؛ أي خمسة أمثال ما كانت عليه قبل بضع سنوات فقط، وباعت ما قيمته 144 مليار دولار من النفط خلال السنوات الثلاث الأولى لفريق بايدن.

وقد أسفر هذا التدفق الهائل للثروات عن نتائج متوقعة. فقد استأنفت إيران تمويل وكلائها، ونفذت حماس هجماتها في 7 أكتوبر 2023، وبدأ الحوثيون حصارا للبحر الأحمر دام أكثر من عام. كما قتلت الميليشيات المدعومة من إيران 6 من أفراد الخدمة الأمريكية خلال العامين الأخيرين من ولاية الإدارة الأمريكية. كما باعت إيران آلاف الطائرات دون طيار إلى روسيا، إضافة لكميات من النفط إلى الصين.

إن التخلي عن حملة الضغط القصوى كان بمثابة كارثة بالنسبة للسياسة الخارجية الأميركية والأمن القومي. كما كان قرار الرئيس ترامب بعكس سياسة الاسترضاء التي تبناها بايدن وإعادة حملة الضغط القصوى ضروريًا، وكان توقيته مثاليًاح حيث ساعد على إعاقة إسرائيل لحزب الله في سقوط بشار الأسد في سوريا، وتقترب حملة إسرائيل في غزة لتدمير حماس من النصر.

لقد تركت هذه الحقائق النظام في طهران في أضعف نقطة له منذ سنوات. والآن هو الوقت المناسب ليس فقط لعودة الضغوط القصوى بدعم المعارضة المنظمة داخل إيران، بل وأيضاً لكي يدعم البيت الأبيض حليفتنا إسرائيل بشكل كامل في مهمتها لضمان عدم وصول إيران إلى هدفها المتمثل في صنع سلاح نووي.

إن هذا من شأنه أن يمهد الطريق أمام الشعب الإيراني لتقرير مستقبله، كما أنه سيمنح شركاءنا وحلفاءنا في المنطقة المساحة والأمن الذي يحتاجون إليه لتعميق علاقاتهم الاقتصادية والأمنية. وسواء داخل إيران أو عبر الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر، فإن عودة حملة الضغط القصوى للرئيس ترامب تشكل خبراً هائلاً لمحبي الحرية، ولكن لا ينبغي لفريقه أن يتوقف عند هذا الحد.

لقد نجحت حملة الضغط القصوى التي يشنها الرئيس ترامب ضد إيران مرة، وسوف تنجح مرة أخرى؛ وينبغي له أن يوسع هذه الاستراتيجية إلى ما هو أبعد من النظام في طهران.

المصدر: فوكس نيوز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب