وتشير الصحيفة نقلا عن المصادر إلى أن باريس ولندن تشترطان لتنفيذ هذه الخطوة التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، وبعد نشر القوات، تعتزم بريطانيا وفرنسا الاستعانة بالقدرات العسكرية الأمريكية لتأمين الحماية للقوات الدولية العاملة في المهمة.
وأبرزت المصادر أنه قد يتم استخدام أنظمة الدفاع الجوي الموجودة في أوروبا لتحقيق هذا الهدف.
وبحسب الصحيفة يرتبط نجاح هذه المبادرة بشكل كبير بقدرة القادة الأوروبيين على إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم خطة نشر قوات حفظ السلام.
وفي وقت سابق، كشفت صحيفة “فاينانشال تايمز” أن الاجتماع الذي استضافته باريس بشأن أوكرانيا يوم الاثنين الماضي، شهد خلافات حادة بين الدول الأوروبية المشاركة حول إرسال قوات إلى أوكرانيا.
فقد أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، استعداده للنظر في نشر قوات بريطانية في أوكرانيا إلى جانب دول أخرى إذا كان هناك اتفاق سلام طويل الأجل مشددا على أن أي نشر لهذه القوات، يجب أن يكون مدعوما بضمانات أمنية من الولايات المتحدة.
فيما أعلن رئيس وزراء بولندا دونالد توسك أن بلاده لا تخطط لإرسال قواتها إلى أوكرانيا، لكنها ستدعم البلدان التي قد تقدم على هذه الخطوة.

أما المستشار الألماني أولاف شولتس فقد أبدى انزعاجه من النقاش الدائر حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا بعد وقف إطلاق النار مشيرا إلى أن ذلك سابق لأوانه لأن نتائج المفاوضات لا تزال غير معروفة.
ومن جانبها أبدت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني انزعاجها من اجتماع باريس وأكدت أن موضوع أوكرانيا يجب مناقشته مع قادة جميع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تلك الأقرب إلى روسيا، ورفضت التحدث إلى الصحفيين بعد الاجتماع.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد أفادت بأن عددا من الدول الأوروبية يعمل سرا على خطة لإرسال قوات إلى أوكرانيا “للمساعدة على ضمان تنفيذ” اتفاق سلام مستقبلي مع روسيا.

ووفقا لوسائل الإعلام، بدأ الأوروبيون دراسة الخيارات منذ حوالي عام، مع وقوف بريطانيا وفرنسا في طليعة هذه الجهود.
والعام الماضي كشف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية أن الغرب يخطط لنشر ما يسمى بقوة لحفظ السلام في أوكرانيا سيبلغ عددها حوالي 100 ألف شخص لاستعادة القدرة القتالية للقوات الأوكرانية، فيما ترى الاستخبارات الخارجية الروسية أن ذلك سيشكل احتلالا فعليا لأوكرانيا.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن نشر قوات حفظ السلام ممكن فقط بموافقة أطراف النزاع، مشيرا إلى أنه من السابق لأوانه التحدث عن قوات لحفظ السلام في أوكرانيا.
في هذا السياق، من المقرر أن يقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة إلى واشنطن يوم 24 فبراير لإجراء محادثات مع ترامب، كما سيصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى العاصمة الأمريكية يوم 27 فبراير لعقد لقاء مع الرئيس الأمريكي.
المصد: تاس + RT