اكتشف فريق دولي من العلماء مركبًا لم يكن معروفًا من قبل ومنتشر في مياه الشرب في الولايات المتحدة، مما أثار القلق بشأن المخاطر المحتملة على الصحة العامة.
ويطلق على المركب الغامض اسم “أنيون الكلورونيتراميد”، والذي يتشكل من تحلل الكلورامينات غير العضوية، وهي مطهرات تستخدم لحماية الناس من أمراض مثل التيفوئيد والكوليرا، حسبما اكتشف الباحثون في دراسة أجريت في جامعة كاليفورنيا. يذاكر، نشرت يوم الخميس في مجلة العلوم.
وفي الولايات المتحدة وحدها، يشرب أكثر من 113 مليون شخص، أي حوالي ثلث سكان البلاد، المياه المكلورة، أو المياه التي تحتوي على هذه المطهرات، وفقا لمؤلفي الدراسة.
في حين أن سمية أنيون الكلورونيتراميد لا تزال غير معروفة، فقد أعرب الباحثون عن قلقهم بشأن انتشاره وتشابهه مع المواد الإشكالية الأخرى.
وقال المؤلف الرئيسي ديفيد واهمان، وهو مهندس بيئي في وكالة حماية البيئة، خلال مكالمة صحفية قبل نشر المقال: “إن وجوده متوقع، بصراحة تامة، في جميع مياه الشرب المكلورة إلى حد ما، بسبب الكيمياء”.
وأضاف وهمان: “إنها تشبه الجزيئات السامة الأخرى”.
ولذلك أكد المؤلفون على الحاجة الملحة لإجراء مزيد من الأبحاث لتقييم ما إذا كانت المادة الكيميائية تشكل خطراً على الصحة العامة، مشددين على أن مجرد تحديد المركب يمثل تحدياً.
وقالت المؤلفة المشاركة جوليانا لازاكوفيتس، باحثة ما بعد الدكتوراه في ETH Zurich، في المكالمة الصحفية: “نظرًا لأن هذا المركب صغير جدًا، لم نتمكن حقًا من تفكيكه”. “لم يكن من الممكن اكتشاف الشظايا التي تشكلت بواسطة مطياف الكتلة.”
ولكن من خلال الجمع بين أساليب التوليف الكلاسيكية والتقنيات التحليلية المتقدمة، بما في ذلك قياس الطيف الكتلي عالي الدقة ومطياف الرنين المغناطيسي النووي، تمكن العلماء في النهاية من عزل وتحديد أنيون الكلورونيتراميد.
وقاموا بقياس محتوى تركيز المركب في مجموعة من أنظمة المياه المكلورة في الولايات المتحدة، واكتشفوا مستويات تصل إلى حوالي 100 ميكروجرام لكل لتر، وهو ما يتجاوز معظم الحدود التنظيمية لمنتجات التطهير الثانوية الأخرى، والتي تتراوح بين 60 و80 ميكروجرامًا لكل لتر.
كما لاحظ الباحثون غياب المركب عن شبكات المياه التي تستخدم مطهرات أخرى غير الكلورامين.
وأكد المؤلف الرئيسي جوليان فيري، الأستاذ المشارك في الهندسة المدنية بجامعة أركنساس، في بيان أنه حتى لو لم يكن المركب الجديد سامًا، فهناك الكثير من المعرفة التي يمكن اكتسابها من دراستهم والأبحاث المستقبلية ذات الصلة.
وأضاف فيري: “العثور عليه يمكن أن يساعدنا على فهم المسارات التي تتشكل بها المركبات الأخرى، بما في ذلك السموم. إذا عرفنا كيف يتكون شيء ما، فمن المحتمل أن نتمكن من السيطرة عليه”.